آخبار عاجل

أفضل طريقة لوضع الحدود للأبناء ؟  .. لـ « سلوى المؤيد »

13 - 01 - 2019 12:00 1486

* الحلقة الثالثة من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : الطريقة الديمقراطية ..  أفضل طريقة لوضع الحدود للأبناء ؟          

........................

 

يعتقد خبراء التربية أن  أفضل طرق وضع الحدود للأبناء هي الطريقة الد يمقراطية .. لإنها تعامل الطفل بحزم واحترام لعقله .. فالآباء يضعون أبنائهم  أمام خيارين لا ثالث لهما ليتوقفوا  عن سلوكهم الخاطىء ..وإذ ا لم ينفذوا  هذا الإختيار فإنهم  سوف يعاقبون بالحرمان من أمر يحبوه لوقت محدد يقرره الشخص المسؤول عن تربيتهم .

ولتكون الصورة واضحة أكثر أمام الآباء ليسهل عليهم تطبيقها سأورد المثال السابق وهو شجار الأبناء وسنطبق عليه الطريقةالديمقراطية للحد من شجار الطفلين حول تلك اللعبة ..وسنرى كيف ستحصل الأم على النتيجة  الإيجابية  في وقت أقصر وبمجهود أقل .

ولو سألنا أنفسنا لماذا تنجح الطريقة الديمقراطية بينما تفشل الطرق الأخرى للحد من سلوك الطفل السلبي ..فإن الإجابة على هذا السؤال بسيطة وواضحة تتمثل في أن هذه الطريقة  إلى جانب احترامها  لشخصية الطفل وجمعها  بين الحزم والإحترام  فإنها تعلمه أيضاً  قواعد السلوك  المقبول  والمسؤلية ..وأفضل من أي شيءآخر فإن  هذا الأسلوب  يمكن الآباء من الوصول إلى أهدافهم خلال وقت أقصر ومجهود أقل ودون جرح لمشاعر أطفالهم وتشويه  علاقاتهم معهم  وإثارة غضب آبنائهم للتعبير عن قهرهم ..كما يقوم  هذا الأسلوب  على التعاون لا المعاداة والخصام..ويركز على تعليم الطفل وتدريبه ..ويوفر طرق محدودة وواضحة  واختيارات مقبولة يضعها الآباء أمام أبنائهم لحل مشاكلهم .. ويحاسبون  على أساس ما ينتج عن تصرفاتهم  .

ولنعد إلى موقف الشجار بين  الأخوين أحمد ومحمد ..وسوف نرى كيف تعاملت الأم معهما  على أساس من الأسلوب الديمقراطي .

الأم : (بصوت حازم ) أوقفوا هذا الصراخ والنقاش  فوراً ..أنا على ثقةأننا نستطيع أن نجد طريقة أخرى لكي تتشاركا في هذه اللعبة بدون عراك ..هل تريدان وقتاً قصيراً لتفكرا في الأمر قبل أن نتحدث ؟

أحمد : لا ..  أنا استطيع أن أتحدث

محمد : و أنا أيضاً 

الأم : إذن ..ماهي الطريقة الأخرى التي نستطيع أن نتعامل مع هذه المشكلة بدون صراخ أو نقاش حولها ؟.

أحمد : لا أدري ..لكني أخذتها الأول ..وهويريد أخذها مني

محمد : لا ..لقد وضعها على الأرض ..لذلك أخذتها لإلعب بها

الأم : طيب ..أمامكم خيارين ..إما إن يلعب كل واحد منكما باللعبة عشرة دقائق ..أو سآخذها

 منكما ..ماذا تختاران ؟.

 أحمد: سنفعل ما تريدين ..سيلعب كل واحد منا عشر دقا ئق  .

محمد :أنا أيضاً ..لكني أخذتها الأول .

الأم: اختيار ممتاز ..الآن  سأرمي مائة فلساً وأخصص جهة منها لكل واحد منكما ..وصاحب الجهة التي سترسو عليها المائة فلساً سيلعب  باللعبة عشرة دقائق ..وسأضع ساعة وسأوقتها حتى لا يلعب أحدكما أكثر من الآخر .

ونفذت الأم ما قررت عليه ..وساد الهدوء الغرفة بعد أن أدرك كل طفل منهما حدوده التي لا يستطيع تجاوزها والا سيحرم من اللعب فعلاً .

                                                  (٢)

 

لو قمنا بتحليل هذه الطريقة الديمقراطية التي تعاملت بهاالأم مع ولديها فإننا سنجد أنها تختلف عن الطرق الأخرى كثيراً..من حيث الوقت القصيرالذي أخذته الأم لإيقاف السلوك السيء والجهد الأقل ..ومن حيث تعليم  أبنائها الدروس  التي كانت تنوي تعليمهم ..وأنهت الموقف دون أن ترفع صوتها بانفعال  مثلما فعلت من قبل..كما أننا نلاحظ أن هذه الأم كانت تعمل حسب خطة لديها ..فهي تعرف ماذا تريد أن تفعل ..وكانت مستعدة لإي معارضة من ولديها

..إن أول خطوة قامت بها هي إرسالها الرسالة الواضحة لهما عن السلوك الذي تريد منهما التوقف عن ممارسته ..وطلبت منهما بنبرة حازمة لا تناقش أن يتوقفا عن الصراخ والنقاش ..ثم قامت مباشرة بخلق المناخ للتعاون بإن استخدمت كلمة (نحن) ثم أشعرتهما أنها واثقة من قدراتهمافي أن يجدا حلاً للمشكلة ..كلماتها كانت مشجعة..رسالتها كانت واضحة ومباشرة وبذلك هيئت المناخ للولدين أن يتعاونا معاً على أساس من الإحترام المتبادل .

لقد وفرت هذه  المهارة التي يحتاجهاطفلاها ليتحكما ويتعاملا مع شعورهما الغاضب نحو بعضهما البعض..  بإن سألتهما إذا كانا يريدان فرصة ليهدئا قبل أن يتكلما..وكانت فترة التهدئه  هي كإختيار للطفلين وتمرين لهما لكي يتمكنا من التحكم في مشاعرالغضب لديهما..إلا أن الأم تستطيع أن تفرض فترة التهدئة على الطفلين إذا كانت مشاعر الغضب عالية بينهما..لا أن تجعلها كما في هذا المثال إقتراح لهما لكي يطبقاه .

أما مهمتها بعد ذلك فإنها تنحصر في أن تطل عليهما بين فترة وأخرى للتأكد من قدرتهما على  حل خلافاتهما بهدوء ..وإذا شب نقاش بينهما فإنها تقترح عدة حلول ليستخدموها في إطار من الإختيارات المحدودة..على أن يختاروا الحل بإنفسهما..وبذلك سيتعلم الطفلان مسؤلية حل مشاكلهماوالوسائل المطلوبة لحلها بطريقتهما الخاصةفي المستقبل .

إذن ..من خلال الطريقة الديمقراطية في وضع الحدود للأطفال سنجد أن الأهداف  تتحقق والسلوك السيء  يتوقف ..والأطفال  يحصلو ن على مهارة  تمكنهم  من حل مشاكلهم بإنفسهم .. دون أن تجرح مشاعرهم ..ودون أن يصاب   الآباء بالإحباط وسط التكرار والضجة والعقاب الغاضب منهم لإبنائهم مثلما يحدث بالنسبة للأساليب التربوية الأخرى  .

 

http://Www.salwaalmoayyed.com.bh



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved